منتدى كشافة الوطن

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه


منتدى كشافة الوطن

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه


منتدى كشافة الوطن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى منظمة الكشاف الوطني المغربي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اسرة منتدى كشافة الوطن ترحب بكم نتمنى ان تجدوا المتعة والاستفادة
http://scoutwatani.voila.net : موقع منظمة الكشاف الوطني
للدخول مباشرة لموقع المنظمة الرجاء الضغط على الرابط اسفل الصفحة

 

 مقدمة كتاب منابع الحركة الكشفية للمؤلف عدنان عبد كدر الياسري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عدنان عبد كدر




ذكر
السرطان القط
عدد الرسائل : 13
العمر : 72
الموقع : العراق
العمل/الترفيه : قائدكشفي
تاريخ التسجيل : 26/03/2009

مقدمة كتاب منابع الحركة الكشفية للمؤلف عدنان عبد كدر الياسري Empty
مُساهمةموضوع: مقدمة كتاب منابع الحركة الكشفية للمؤلف عدنان عبد كدر الياسري   مقدمة كتاب منابع الحركة الكشفية للمؤلف عدنان عبد كدر الياسري Icon_minitimeالخميس سبتمبر 27, 2018 2:07 pm

المقدمــــــــة
لم يكن تبني الدول العربية والأسلامية للحركة الكشفية أمرا يسيرا أوتقليدا عفويا وانما جاء من خلال دراسة وافية لأبعاد هذه الحركه وأهدافها ومضامينها التربوية التي أثبتت من خلال مسيرتها الطويلة وبرامجها التربوية وِاِعدادها للفتيان – رجال المستقبل – اِن لها منبع أصيل اغترف مؤسسها من معينه ألا وهو الاسلام الحنيف وتراث العرب وسبل عيشهم لما تتميز به من خشونة العيش والتنقل في الصحراء المترامية ونصب الخيام أملا في نبع ماء وأرض مخضوضرة فكان لزاما عليهم أن يألفوا حياة فرضتها عليهم طبيعة الأماكن التي سكنوها ، فاذا ما وجدوا مكانا أفضل مما هم فيه شدوا رحالهم صوبه لمعرفتهم بالفلوات ومواقع المياه ومحال العرب فشبه الجزيره العربية صحراوية في معظمها يسود أرضها الجفاف غير أنها حين تحظى بمطر أو ينبوع يتحول بعض أجزائها روضات بهيجة تسر الناظرين ، هذه الحياة بهدوئها وقساوتها بصفاء عيشها وكدره بآمال أهلها ويأسهم بطلاقة وجوههم وعبوسها شقوا صدرالصحراء ليزرعوا بذرة خير للانسانيه متلقين صدى رسالة محمد (ص) النبي الأمي الذي عاش بين ظهرانيهم صغيرا فمنحوه عطاء الصحراء ببدن سليم وخشونة عيش فكان لهم خيرزائر تفجرت لهم بوجوده عيون ماء وأمطار خير طهرت النفوس فدرت الأثداء ونبت الزرع وعم الخير لتكون بشارة العالم من تلك المنطقه التي اعتاد العرب أن يرسلوا أبناءهم اليها ليشبوا أصحاء سليمي البنيه ، فأشرقت شمس الفضيله والنقاء والكلمه الطيبه والصدق والوفاء لتزرع في النفوس الموده وطهارة النفس وروح الأخلاص لتمطرها عطاءا وتشع شمس الرساله المحمدية رحمة وخيرا وبركات ليسمع العالم نداء الله جلت قدرته لرسوله الكريم ( انا ارساناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا ) على المباديء وبهذا الأخلاص ضحوا من أجل القيم النبيلة وبهذه المودة اقتسموا لقمة العيش وبطهارة النفس تحدوا الجبابرة ووقفوا بوجه الطغاة فكانوا رمزا للوفاء ونبراسا يضيء ظلام الجهل والتخلف والعبودية ...
اِن أمة بهذه القيم وهذه الأخلاق السامية لحري أن تحتذي بها الأمم فلم يكن غريبا أن ينهل من معينها الشاربون وأن يغترف من نبعها العطاشى وأن يهتدي بفضل رسالتها الضالون وأن يأكل من ثمارها الجائعون فقد سطعت شمسها على الأرض كل الأرض فتفتحت زهور المحبة وتشابكت أيادي الود والأخاء وتعانق الجميع فلا فرق بين عربي وأعجمي الا بالتقوى وثيقة سجلها رسول الأنسانية محمد(ص) لينيربها الدرب الى علاقات سامية بعيدا عن الحقد والأذى مؤكدا أن الانسان أخو الانسان أحب أم كره ......
هكذا ديننا وتراثنا فعلى فتياننا تذكره والأطلاع عليه بما فيه من أحاديث وعلينا أن نبصرهم بما لدى العرب من بطولة وأمجاد ، فديننا الاسلامي بما فيه من انسانية وعطاء خالد ، علينا أن نفهمه فقد استطاع جذب الكثير من الأمم المتمدنة اِليه ، وما فكرة الكشافة التي أسسها بادن باول ما هي الا فكرة استقاها من تجارب شعوب زارها أو أمم قرأ عنها ومنها أمتنا العربية حيث نجد أن مباديء الحركه وأسسها ولدت في أرضنا العربية وترعرعت فيها كحياة يحياها العربي على طبيعته ،حياة كشفية بكل ما تدعو اِليه حركة الكشف من حياة الخلاء ،حيث طبعت أخلاق العرب بطباعها فتحلوا منذ القدم بالشهامة والكرم والوفاء والنجدة وحب الحرية واِباء الضيم واِغاثة الملهوف والاعتماد على النفس وصنع المعروف وغيرها من القيم التي استعان بها بادن باول لتأسيس حركة الكشف فخطط لها البرامج خير تخطيط ووضع لها نظاما تربويا سليما فجعل من الخلاء ساحته لتنفيذ برامج مثيره تعكس ارتباطها بالحياة
العربية الأصيلة ، فالكشفية وجدت منذ قديم الزمان قبل أن يولد بادن باول بمئات السنين حيث كان الناس يمارسون الكشفية لمقتضيات حياتهم في أصعب الأحوال بصفة عشوائية تلقائية سواء الناس الذين عاشوا
حياة الغابات أو الصحراء ، وما تجاربه و زياراته لأمم مختلفة وقراءاته عنها ومنها أمتنا العربية الا دليل على تبنيه فكرة الكشافة فكان هذا الرجل مثالي التفكير وواسع الأفق كونه اكتشف هذه الحركة وأخذ كل مميزات وعادات وتقاليد المجتمعات وجمعها في حركة هي عملية أكثر منها نظرية ويعود هذا لقراءاته المتنوعة ودراساته لكتب التربية وتاريخ الشعوب التي أفادته كثيرا ، فقد عاش بادن باول في الهند سنوات طويلة ودرس خلال اقامته بها تاريخ العرب وتقاليدهم وعرف الكثيرعن الجزيرة العربية وعن حياة سكانها كما قرأ عن الاسلام وعن حياة نبينا محمد (ص) وكان لهذا كله أثره في تكوين فلسفته عن الحركة الكشفية وصياغة أسسها ومبادئها ، وحتى يثبت معالم تجربته هذه أصدرعام (1907) كتابه (الكشفية للفتيان ) وهو الأساس الذي قامت عليه الحركة التي انتشرت في كافة أنحاء العالم ومنها أمتنا العربية والاسلامية ...
من هنا جاء اهتمام الدول العربية والاسلامية بالحركة الكشفية وتبنيها لما لمسه القائمين على أمرها من نهج تربوي يتفق تماما والقيم التي جاء بها الاسلام والتي استقاها كما نوهنا مؤسس الحركة الكشفية من رسالات السماء ومنها الاسلام الخالد ، لاعتقاده الراسخ بانه ليس بامكاننا أن نقدم للمجتمع فتيان يتميزون بحسن الخلق وقوة الارادة ما لم نغرس في نفوسهم روح الايمان بالله والاعتماد على النفس ومساعدة الاخرين وحب الوطن والدفاع عنه ، وبما انه عسكري فقد أكد على أن التربية العسكرية تحد من نمو الشخصية ولاتنمي النواحي الفكرية والروحية وان البرامج تكون أكثر اِثارة لو اعتمد على الطبيعة والخلاء والهواء الطلق واتاحة الفرصة للفتيان لقيادة أنفسهم وهذا النوع من الحياة يهواه الفتيان ويعلمهم الثقه بالنفس والتعاون والاخلاص ، هذه العوامل وغيرها أوجدت في ذهن بادن باول فكرة تأسيس نظام خاص للفتيان ولاسيما فتيان المدن وتعويدهم على المعيشة البسيطة والقيام بالأعمال البدنية ومقدار الفوائد التربوية التي سيحصل عليها شبان البلاد المتحضرة لو مارسوا ما يسمى بالحياة الفطرية والبداوة من وقت الى آخر ، من هنا جاء اختياري لهذا الموضوع ( منابع الحركة الكشفية ) وما أن وقفت أمام الموضوع حتى تمثلت في ذهني الدوافع التي شدتني على العمل فيه وهي :-
1- تصويب الرأي القائل بأن الحركة الكشفية حركة استعمارية كون مؤسسها بريطاني
2- الكشف عن جوانب تعزز دور الحركة التربوي وتأثيرها في تربية النشيء واعداده اعدادا سليما
3- الارتباط الوثيق بما جاءت به الكشفية من تأكيدها على حياة الخلاء والعيش في الهواء الطلق وحياة العرب لما تميزت به من خشونة العيش وبساطته وأساليبهم في تربية أبنائهم ليشبوا أصحاء سليمي البنية وما جاءت به قيم السماء من الايمان بالله وعمل المعروف ومساعدة الضعفاء واحترام الوالدين وأولياء الأمور ...
4- المصادر الكشفية واظهار المعالم المجهولة وتنظيم الأشتات المتناثرة في كتب الكشافة ولأبين من خلال ما طرحته اِن الكشفية ذات منبع أصيل استقاه مؤسسها من حياة العرب وقيم الاسلام
5- استعرضت الكثير من الكتب والدراسات الكشفية فوجدت اِنها تظهر جانب الدراسات والفنون الكشفية بما تعارف عليه من نقل المواضيع للفائدة العلمية فأدخلت في هذا الموضوع ما حصلت عليه من شواهد في كتب الادب والتاريخ واستشهدت بالآيات الباهرات من كتاب الله العزيز وأحاديث نبي الأمة (ص) لأضمنها بما يتوافق وكل موضوع لأدفع سأم القراءة الجامده ليكون التشويق بديلا لذلك رابطا اِياه بما جاء من تراث الأمة وآدابها
6- اخترت أسلوبا بعرض المواضيع مما لم يألفه القاريء في الكتب الكشفية حتى لايتشتت تفكيره بين هذا الموضوع وذاك كما ذكرت الجوانب الايجابية في الحركة والنظرة الأخرى والحرص على تقديم خدمة للحركة الكشفية وذلك لقلة المصادر المعتمدة والمؤلفات وان وجدت فانها تعتمد جانبا دون آخر فاستطعت وبفترة ليست بالقليلة أن أدون الكثير من المعلومات التي استقيها من هنا وهناك لأضمنها كتابا يحتوي الكثير من المعلومات التي تفتقر لها أكثر الكتب التي اِطلعت عليها فكانت غايتي أن أغني القاريء بكل مايجول بخاطره عن هذه الحركة وبرامجها وفنونها المختلفة لتكون له معينا في عمله يسترشد به في خدمة أبنائنا على المستوى المدرسي والمؤسسات الأخرى التي تتبنى هذا النوع من النشاط فأخذت أجول بين الكتب المختلفة ومواقع الأنترنيت وخبرتي كقائد كشفي لأقدم لأخواني قادة الكشافة وأبنائي الفتيه ما يغنيهم عن الضعف الواضح في قلة تتضمن جوانب سلبيه وناقشتها ليكون القاريء على اِطلاع فيما يتعارف عليه بالقول (مالنا وما علينا )
7- استطعت أن أجمع الكثير من الصور التوضيحية التي تساعد القاريء في معرفة الكثير من الأمور التي لايتخيلها ذهنه أو التي يستفيد من عملها موضحة بالصوروبالرموزبما في ذلك الصورالتخطيطية المهمة لأعمال الريادة والفنون الكشفية الاخرى
8- بما أن المصادر مختلفة وأخذت مني وقتا طويلا قد تجاوز السنوات بين رأي متردد للكتابة وبين اصرار على مواصلة الكتابة وبين هذا وذاك وطدت العزم على أن أجمع كل ماهو مفيد ، غايتي الأساسية هو الفائده ليس غير، فكل زهرة قطفتها من هذا المؤلف أو ذاك ماهي الا ومضة في خدمة الحركة الكشفية رسختها أنامل المبدعين الذين استعنت بهم وهم كثر (كثر الله من أمثالهم ) ومن دون شك اننا جميعا نتوخى الفائدة
أردت أن أسلط الضوء على الجوانب المهمه والأهداف والمباديء التي جاءت بها حركة الكشف وأن أحدد المسارات السليمه لهذه الحركة بما يتوافق والنهج التربوي لديننا الاسلامي وتراث أمتنا العربية وأنا لاأريد هنا أن أجعل من الموضوع سبيلا للمقارنه فمعالمه واضحة وسبله معروفة ولكنني أؤكد على أن الجانب التربوي والروحي الذي تسعى اليه الحركة هو من أهم الجوانب التي تجمعنا على شعار الايمان بالله وحب الوطن واحترام الوالدين وأولي الأمر ، وأن القيم التي جاء بها الاسلام لن تنسلخ عن تجارب الأمم الأخرى والتعايش السلمي معها لنستثمر لبابها في اعداد شبابنا لمستقبل أفضل يتسم بالوعي والعلم والمعرفه كي لاتختلط عليه المفاهيم فترمي به بعيدا عن تعاليم الاسلام التي تربى عليها وأن يعي كل العادات السيئة التي تفشت في مجتمعاتنا نتيجة الفهم الخاطيء وحملات التشويه والاساءة الى المفاهيم الكبيرة التي يزخر بها تراثنا كي لايكون لقمة سائغة وسهلة المنال بيد أولئك الذين يحاولون النيل من أبناء الاسلام في زمن انتشرت فيه المذاهب والاحزاب والتجمعات والمؤسسات والمنظمات المشبوهة بمختلف أنواعها لتشكك شبابنا في دينهم ، فكان علينا أن نحصن أبناءنا من الضياع ونعودهم على التعامل مع الآخرين بسعة الصدر والابتعاد عن التطرف والنظرة الضيقة وأن نحترم الرأي الآخر وأن نسير بخطى ملؤها الثقة والايمان والقدرة على ابراز وجه الحقيقة بعيدا عن الأهواء والمصالح الشخصية من أجل اعداد فتيان نافعين يرقون بمثلهم نحو الاخاء العالمي بين جميع بني البشر ليكون الانسان في طريق النور اما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق كما قال الامام علي (ع) ، فالاِخاء الكشفي عامل قوي لبث روح الود والتفاهم وحسن القصد بين أبناء الوطن الواحد وبينهم وبين أبناء الأوطان الأخرى على السواء ، انها تنمي الوطنية والعالمية
الحركة الكشفية تسعى للاخاء العالمي لاهتمامها بالانسان أيا كان موطنه أو دينه فهي مفتوحه للجميع دون تمييز في الأصل أوالجنس أوالعقيدة تثبت وجودها في جميع أنحاء العالم لما لها من أهداف سامية ومباديء قيمة تؤكد على الايمان بالله والتمسك بالدين والمثل العليا والأخلاق الكريمة وبرامجها التربوية التي استطاعت الاستمرار مع التطور الحاصل في المجتمعات كونها تتماشى مع احتياجات الفتية والمجتمع وواقع الحياة وتقدم العصر، ومما يقال عنها انها ( لم تتأثر بالمتغيرات التي حدثت هنا وهناك – سياسيه- اقتصاديه – اجتماعيه – ثقافيه – فبفضل المباديء والطريقة الكشفية اللتين تعدان ركيزة لها كما تعدان من أهم المتطلبات التربوية للنشيء والشباب في الماضي والحاضر والمستقبل كانت استجابة النشيء والشباب للحركة الكشفية دائما قوية على مر الأعوام ويجب أن نلاحظ أن الحركة الكشفية لايمكن أن تحل محل الأسرة أو المدرسة أو المؤسسات الدينية أو الاجتماعية ولكنها تكمل الأثرالتربوي لهذه المؤسسات.
والحركة الكشفية تتدرج وعمرالفتى بما يتفق والمراحل الزمنية العقلية للفتيان فشعار الأشبال( أبذل جهدي) يختلف عن شعار الكشافة (كن مستعدا) وكذلك عند الجوالة (أفق واسع خدمة عامة ) فالكشفية في فلسفتها تعتمد الوضوح التام في الاهتمام بتربية الشباب وطنيا واعدادهم بما ينسجم والتقدم العلمي وتطويرهم عن طريق مساعدتهم على تنمية قدراتهم البدنية والفكرية والفنية وفي انماء القيم الروحية والمفاهيم الاجتماعية وتعويدهم على النظام والانضباط والتعاون والقدره على قيادة الجماعة ، وحقيقة الأمر أن حركة الكشف لم تكن علما غامضا لايفهم وانما هي فنون ترغبها النفوس وألعاب شيقة مرحة تستهوي قلوب الصغار والكباروهي غذاء العقل والروح والجسم جميعا ، ولقد طاف بادن باول في ربيع حياته بلاد الهند والكثير من أقطار أفريقية فرأى بعينه كيف يستذل الانسان أخاه الانسان وشاهد كيف يفرق بين الأجناس والأديان والألوان فتـألمت نفسه وثار ضميره النقي الحر فعزم على أن يعمل عملا يقلل الفوارق والحواجز بين الناس وكلهم من آدم وحواء ، فعزم على هذا الأمر فولد حركة الكشف .
ولقد وضع بادن باول عن حركة الكشف كتبا قيمة فريدة في أسلوبها وعرض معانيها ، وعاش بادن باول ثمانين عاما ونيفا وقضى نحبه في كينيا منشرح الصدرراضي النفس لنجاح حركته نجاحا باهرا منقطع النظير ووري التراب ولكنه لايزال ماثلا في فؤاد كل كشاف وبطلا حيا في سفر الخلود ...
ان التطور الحاصل في المدنية ودخول التكنولوجيا لكافة جوانب الحياة أدت بالانسان أن يبتعد عن نشاطه الحركي مما جعله يشعر بالحاجة الى النشاط وبخاصة حياة الخلاء وما تضفيه على حياته من بساطه ومتعة فابتعاد الناس عن الحياة المدنية أو ما تسمى (حياة الآلة ) الحياة المادية التي امتلأت قلوبهم منها بالأحزان والآلام وامتلات صدورهم بالآمال ولكنها آمال تحمل العناء و الشقاء وانه لحري بهم أن يفروا من هذه الحياة المادية الى حياة ( الغاب) حياة الفطرة والبساطة التي لايسيطر فيها البشر بحياتهم المعقده وانما تسيطر فيها القدره الالهية وما فيها من محبة حقيقية ووئام وصفاء بين الناس فالخلاء اذن هو المكان الذي نعبد فيه الله ونتلقى فيه رحمته ، ولقد وضعت لهذه الحياة خطط علمية وقواعد وأصول كما فعل بادن باول الذي استطاع أن يبوبها الى مجموعات تتناسب وتدرج نمو الانسان ونوع نشاطه وهذا لايعني أن الانسان يجب أن ينأى عن الحياة المادية وما رافقها من تطور تكنولوجي بل أخذت الكشفية على عاتقها وفي برامجها أن تقوم بتطوير قابليات الفرد في كافة المجالات العلمية والتكنولوجية وجعلت من حياة الخلاء متعه للانسان لكي يروح عن نفسه من عناء الحياة المادية ، وان هذا التواصل كان سببا أساسيا في تطور الحركة الكشفية التي نادى بها مؤسسها بادن باول حيث يؤكد قائلا ( ولئن كان أفراد المجتمعات البدائية يمارسون ألوانا من النشاط الكشفي فان على سكان المدن أن يعوضوا عما فاتهم من حياة الطبيعة ) ...
وقد أثبتت الكشفية على مرالسنين ان سمعتها طيبة اذ جعلت مساعدة الناس من أهم ركائزها وجعلت حب الخير من أهم مبادئها لهذا يجب علينا الاستمرار في المحافظه على هذا الكسب العظيم ،.وبما أن غايتي من البحث هو مدى التوافق بين حركة الكشافة باعتبارها حركة عالمية وبين الاسلام كدين عالمي ينشد السلم والتسامح الفعال والتعايش بين الناس وعالمنا اليوم بأمس الحاجه للتقارب بين الثقافات والتفاعل بين الحضارات قال الله عز وجل (يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد الا الله ولانشرك به شيئاولايتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ...) وهذا ما نراه يزداد يوما بعد يوم بفضل ثورة المعلومات والاتصالات ...
ونحن نلاحظ بعد ظهور الاسلام أن النبي محمد (ص) كان يعنى أشد العناية بتربية الفتيان وكان يحث على تدريبهم ضروب الفروسية والرماية وكان يختارمنهم الأقوياء والأصحاء لتدريبهم على فنون التمريض والاسعاف ونقل الجرحى والعنايه بهم ونظم التموين والامداد ليستعين بهم في واجبات مختلفة وسماهم (جيش الصبيان ) وكان لايقبل أحد منهم الا برضاء والديه ورسول الله (ص) في فتوته وتفكره بخالق السماوات والارض اكتسب لقبا من قريش حيث لقبوه (بالصادق الامين ) وهي صفة قلما تعطى لفتيان قريش في ذلك الوقت ،.ولعل اعتماد رسول الله (ص) على الفتيان وثقته بهم هو ابقاء الامام علي بن ابي طالب (ع) مكانه ليلة هجرته وقيام قريش بتوزيع دمه بين القبائل وما أن دخلوا عليه وهموا بقتله حتى وجدوا عليا نائما بفراشه فقالوا قولتهم ( ان هذا الفتى يفتديه بنفسه ) موقف بطولي سجله أحد فدائيي الاسلام دفاعا عن العقيدة والمبادىء الاسلامية الحقة ( لافتى الا علي لاسيف الاذو الفقار ) كما قدم الرسول (ص) عليا (ع) في معركة الخندق وهو فتى لملاقاة أقدر فرسان العرب (عمرو بن عبد ود العامري) وأدى دوره في في خدمة الدين وقدمه الرسول (ص) قائلا ( برزالايمان كله الى الشرك كله ) ويذكربادن باول بأن الفتيان يستطيعون أن يقوموا بأجل الأعمال اذا ما اعتمد على شرفهم ، ورسول الله كما نعلم حامل راية السلم والسلام لأنه يحمل للبشرية النور والهداية والخير والرشاد والرحمة فيقول :- (ما انا الا رحمة مهداة ) ويتحدث القرآن في رسالته فيقول ( وما أرسلناك الارحمة للعالمين ) فان الرحمة والسلم والسلام جاء بها الاسلام للناس كافة ...
وهناك من يتجنى على الحركة الكشفية ويبرز جوانب سلبيه يراها بذكر الصعوبات التي تواجه نشر الحركة وتقويتها بسبب بعض الانطباعات المغلوطة التي انتشرت عن الحركة واصولها كالنظر السلبية للحكام السياسيين في بعض الدول الذين كانوا ينظرون اليها بحذر وقد حاول البعض تفتيتها او القضاء عليها كما فعل موسوليني عام 1928 حيث انشأ حركة ( الباليلا) على غرار الكشفية ،غير ان الحركة الكشفية ضعفت في كل البلدان التي كانت تحت سطوة النازية والفاشية وأستبدلت بحركة وحيدة رسمية للشباب وهذا ما حصل لجمعيات الكشافة في أوروبا الوسطى بعد أن احتلتها القوات الروسية ومن بعدها البلدان الديمقراطية الشعبية ما عدا بولونيا ، وقد رأى الكثيرون أن الحرب العالمية الاولى عام 1914-1918سوف تقضي على الكشفية سواء كحركة محلية أو كحركة عالمية لقد أشغل هذا الأمر الجميع ولكن الأمور لم تكن كما كان متوقعا بل انتهاء الحرب أعطى للكشفية دفعة جديدة نحو الأمام وأقنعت بادن باول أن الكشفية تستطيع بل يجب أن تنمو كحركة عالمية في سبيل الخير ... من هذا جاء الكتاب
ليكون مرجعا للأخوة القاده الكشفيين ولأبنائنا الكشافة لخصت فيه تجاربي ومعرفتي واطلاعي على برامج الحركة الكشفية مؤكدا أن هذه الحركة تناسب ميولهم وتطلعاتهم وتساهم في تطوير قابلياتهم مع شعوري بأنهم سيكونون سعداء عند تنفيذهم لبرامجها التربويه الهادفة التي وافقت عليها معظم دولنا العربية الاسلامية
عدنان عبد كدرالياسري
قائد كشفي من العراق
2018
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقدمة كتاب منابع الحركة الكشفية للمؤلف عدنان عبد كدر الياسري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب منابع الحركة الكشفية تأليف عدنان عبد كدر الياسري
» الحركة الكشفية
» الحركة الكشفية
» ما هي الحركة الكشفية
» التخطيط في الحركة الكشفية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى كشافة الوطن :: الخيمة الكشفيةوالارشادية :: الخيمة الكشفية-
انتقل الى: