الحمد لله رب العالمين, والعاقبة للمتقين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, r وبارك عليه, وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد،
فإن التربية اليوم, هي المنطلق الصحيح لبناء الإنسان, خاصة في هذا الزمن الذي طغت فيه فتن الأهواء والشهوات، فلا سبيل لإنقاذ الأمة إلا بالتربية, ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها, والمتأمل في سيرة المربي الأول محمد r , يجد اهتمامه البالغ بأمر التربية منذ البداية, بل كانت هي الوسيلة الأولى والأساس, في البناء الصلب في تلك الفترة, فأثمرت جيلاً فريداً جاهد في الله حق جهاده, وامتاز عن العالمين.
إن العمل التربوي, الدعامة الرئيس لنهضة الأمة وعزتها، ومن أسباب حدوث الكبوات والأزمات لهذه الأمة, ضعف التربية في واقعنا, وجمود آليات العمل التربوي المعمول بها في كثير من المؤسسات التربوية, وعدم الاهتمام بالتجديد في المحاضن التربوية.
لذا, أحببت أن أشارك في هذا الأمر الهام, جاهداً توصيف هذه المشكلة, وبيان الحلول المناسبة الممكنة.
ولا يفوتني أن أشكر كل من أسدى إليَّ ملاحظة أو توجيه بعد قراءته لهذه الرسالة .
عسى الله أن يوفقني فيما أردت, وأن يكتب النفع فيما زبرت, والله أسأل, أن يجعل أعمالنا كلها صالحة, ولوجهه خالصة, ولا يجعل لأحد فيها شيئاً, والله المستعان, وعليه التكلان, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, والله ولي التوفيق, والهادي إلى الصراط المستقيم.