"فخامة الرئيس المنتحب ، يطيب لي أن أتوجه إليكم بأصدق تهانئي، بمناسبة انتخابكم رئيسا مقبلا للولايات المتحدة الأمريكية.وإن الثقة التي وضعها فيكم الشعب الأمريكي الصديق لتجسد مدى تقديره لخصالكم الإنسانية الرفيعة، ولمؤهلاتكم السياسية العالية. كما تعكس ما يعقده على قيادتكم لبلدكم العظيم من تطلعات وآمال، في مستقبل أفضل. وقد تتبعنا باهتمام كبير، ما ميز حملتكم الانتخابية، من دفاع نبيل عن القضايا الإنسانية العادلة، والقيم المثلى، المؤسسة للديمقراطية الأمريكية. وفي هذا الصدد، أود التعبير لكم عن مشاطرة الشعب المغربي للشعب الأمريكي الصديق، الإيمان والالتزام بهذه المثل العليا، من وحدة، وحرية، ومساواة، وعدالة اجتماعية، وروح المسؤولية، والواقعية السياسية، وحرص على تجاوز الانقسامات والخلافات، واعتماد الحوار كنهج لحل النزاعات. وأغتنم هذه المناسبة التاريخية، لأعرب لفخامتكم عن اعتزازي الكبير بالأواصر العريقة، التي تجمع بين شعبينا الصديقين، منذ أزيد من قرنين من الزمان. حيث كانت المملكة المغربية رائدة في ربط علاقات صداقة متينة مع الولايات المتحدة الأمريكية، منذ قيامها. وفي سياق التقدم الموصول، الذي ما فتئت تشهده هذه العلاقات الممتازة، ضمن مسار تاريخي، حافل بما يؤكد ما يشدهما من وشائج الاحترام المتبادل، والتعاون المثمر، والتفاهم الودي، المطبوع بتطابق وجهات النظر، تجاه العديد من القضايا الجهوية والدولية، ذات الاهتمام المشترك ; فقد عرفت، خلال السنوات الأخيرة، تطورا هاما، بوأها مكانة شراكة استراتيجية شاملة. وفي هذا الصدد، أعرب لفخامتكم عن عزمي القوي، على العمل سويا معكم، على تطوير هذه الشراكة المتميزة، والمضي بها قدما إلى أرفع المستويات، في إطار من التشاور الموصول، والتضامن الفاعل، لنصرة القيم المشتركة التي نؤمن بها. وفي صدارتها ترسيخ حقوق الإنسان، وصون كرامته، في ظل الديمقراطية والعدل والتسامح. جاعلين من الإصلاح والتحديث المستمرين، منهجا قويما لبلوغ هذه الغايات. كما أعبر لكم عن التزام المغرب الراسخ، بمواصلة التنسيق مع بلدكم الصديق، والعمل مع فخامتكم، من أجل تحقيق ما تتطلع إليه شعوبنا من استتباب للأمن الشامل، والسلم والاستقرار، لرفع ما يتهددها من مخاطر وأزمات شتى. وكذا النهوض بالتنمية والتقدم والازدهار، وتعزيز الانفتاح بين الحضارات والأديان. بما يكفل القضاء على نزوعات التطرف والإقصاء والتهميش والإرهاب. وبما يضمن انبثاق نظام عالمي جديد، متعدد الأطراف، أكثر توازنا وإنصافا وإنسانية. وفي نفس السياق، أؤكد لفخامتكم التزام المملكة المغربية الراسخ، بالحلول السلمية السياسية، والتسوية التفاوضية التوافقية، لفض المنازعات الجهوية والدولية. ولاسيما بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، بالتوصل لسلام دائم وشامل وعادل. وكذا بإقامة فضاء مغاربي آمن ومندمج ومتكامل ومزدهر. وتمكين إفريقيا من الاستقرار والتقدم، على دعائم الوحدة والتنمية والديمقراطية. وإذ أجدد لكم أصدق عبارات تهانئي، ومتمنياتي لكم بكامل التوفيق في مهامكم السامية الجديدة، لأرجو أن تتفضلوا، فخامة الرئيس، بقبول أزكى تحياتي، وأسمى عبارات مودتي وتقديري". 08/11/05 |