ذكرى ثورة الملك والشعب

عن وكالة المغرب العربي للانباء

( بقلم : سمير هلال ) الرباط 19-8-2009- يحتفل الشعب المغربي، يوم الخميس، بذكرى ثورة الملك والشعب إحدى

المحطات الوطنية البارزة في مسيرة الكفاح الوطني الذي خاض غماره الشعب المغربي الأبي، بقيادة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس وولي عهده آنذاك جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني.

وتشكل ثورة الملك والشعب بحق مفخرة لجميع المغاربة بالنظر للمواقف البطولية التي أبانوا عنها ولتضحياتهم الجسام في سبيل الدفاع عن السيادة الوطنية وعودة ملكهم الشرعي، ما جعل يوم العشرين من غشت من كل سنة محطة لتجديد ذلك الالتحام الأبدي الذي يجمع بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي، والتأكيد على ثوابت الأمة التي تشكل هويتها الحضارية.

يقول المؤرخ الأستاذ عبد الهادي التازي، إحدى الشخصيات التي عاشت حدث 20 غشت 1953، "إن يوم 20 غشت، يوم أغر في تاريخ أمتنا"، سطر ملاحم البطولة والتضحية في سبيل الحرية والكرامة، مؤكدا أن ذكرى ثورة الملك والشعب ستظل ملحمة كبرى يتم خلالها استحضار الانصهار القوي بين العرش والشعب.

وأضاف الأستاذ التازي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، "إن هذا اليوم جدير بالمغاربة أن يذكروه"، مشددا على أهمية نقل دلالات هذا اليوم المجيد للأجيال الحالية والمستقبلية وتعميق صورتها في أذهانهم حتى يطلعوا على تلك الصفحة المضيئة من الكفاح الذي خاضه آباؤهم وأجدادهم من أجل الاستقلال.

وقد ظلت هذه الدلالات والمعاني العظيمة التي حملتها ثورة 20 غشت تضيء مرحلة مغرب ما بعد الاستعمار حيث شكلت بالنسبة للمغاربة ذخيرة يشدوا بها عزائمهم وتلهمهم الإرادة لبناء المغرب في عهدي جلالتي المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني قدس الله روحيهما.

وقد حرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في العديد من خطبه السامية، على التذكير بدلالات ثورة 20 غشت، حيث أكد جلالته على أن ثورة الملك والشعب "دخلت سجل الخلود، ليس كحدث تاريخي عابر، وإنما كمذهب متكامل، لاسترجاع السيادة، وإرساء الملكية الدستورية الديمقراطية، والقضاء على التخلف والجهل والانغلاق".

وأكد جلالة الملك أنه "على هدي هذه الثورة المجيدة، أرست الإرادة المشتركة للأمة، ولجدنا ووالدنا المنعمين، جلالة الملكين، محمد الخامس والحسن الثاني، قدس الله روحيهما، قواعد دولة حديثة، نقوم اليوم بتوطيد دعائمها الاقتصادية والاجتماعية".

وبالفعل، فإذا كان جهاد الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني في سبيل تحرير الوطن واستكمال وحدته الترابية وبناء دولة المؤسسات، فإن جهاد جلالة الملك محمد السادس، منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، جهاد في سبيل تحقيق التنمية المستدامة، وتحسين ظروف عيش المواطنين، وإلحاق المناطق النائية بركب التطور الذي تعرفه جميع جهات المملكة.

وهكذا، كان إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كإطار جديد لمحاربة الفقر والإقصاء، خصوصا في الأحياء الفقيرة بالمدن وعدد من الجماعات القروية التي تشكو من غياب المرافق الأساسية كالماء والكهرباء والمؤسسات الصحية والتعليمية.

كما تتميز الزيارات الميمونة التي يقوم بها جلالة الملك لمختلف جهات المملكة بإعطاء الانطلاقة لعدد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والتي تستهدف على الخصوص الشرائح الفقيرة من الساكنة.

وفضلا عما تحمله هذه الزيارات من بشائر الخير والنماء، فهي تشهد تجاوبا شعبيا كبيرا يعكس الالتحام الأبدي بين العرش والشعب ويجعل من مسيرة التنمية التي يقودها جلالة الملك ثورة حقيقية بأسلوب جديد وأولويات جديدة.

» ملحمة العرش والشعب
» الملك محمد السادس
» الشجرة العلوية
» ذكرى الايام
» الملك الحسين عاهل الاردن